وبعد انفجاري الحلة والموصل اللذين راح ضحيتهما مئات الاشخاص من ابناء الشيعة البررة قد تبين للعراقيين من هو عدوهم الاول ومن هو صديقهم.
فجميع العمليات الانتحارية وما تبع من اقامة احتفالات اعراس ابتهاجا يسفك دماء العراقيين كلها من فعل بني لوط ولا يوجد ارهابي واحد بين كل هؤلاء الارهابيين ينتمي الى "دولة العدو الاول للعراق" حسب تسمية وزير الدفاع العراقي النابغة حازم الشعلان.
والحقيقة ان الكثير من الانظمة العربية حشدت طاقاتها وامكانياتها واعلامها لضرب شيعة آل بيت رسول الله "ص" في العراق وهذه الامور نابعة عن حقد دفين كان ومازال يكمن في نفوس الانظمة العربية تجاه العراقيين سيما الشيعة والاكراد.
فلا احد في العالم ينسى ان مجازر حلبجة والانفال والبصرة والتي راح ضحيتها مئات الآلاف من الكرد والشيعة ارتكبها النظام العفلقي البائد بمساعدة بعض هذه الانظمة التي مولت وشجعت النظام الصدامي طيلة خمسة وعشرين عاما من حكمه علي قمع الشعب العراقي.
وقد لا يعرف الكثير من اهل العراق ان احد الكتاب المعروفين في العالم كتب عام الف وتسعمائة واثنين وتسعين مقالا حول مجازر الانفال وحلبجة والانتفاضة الشعبانية ولكن معظم الصحف والاجهزة الاعلامية العربية رفضت نشر حتى كلمة واحدة من هذا المقال بالرغم من ان نوايا صدام الخبيثة قد انكشفت آنذاك لكل العرب.
وحينما عثرت القوات الاميركية على قائد الامة العربية! في حفرته والقت القبض عليه بكى في حينها بعض قادة الحركات الاسلامية في فلسطين المحتلة امام شاشات التلفاز حيث اعلنوا بان "الامة العربية فقدت قائدا عربيا فذا لا ينساه التاريخ ابداّ".
وكانت بعض التصريحات لقادة الدول العربية بشان الهلال الشيعي وتخوفهم من تشكيل دولة تتألف من عدد من الوزراء الشيعة والاكراد تعكس في الحقيقة ما يكمن في نفوسهم وضمائرهم تجاه الشعب العراقي ان كان لديهم ضمير.
لا شك ان هذه الدول تفعل جهارا نهارا وسرا وعلانية لمنع العراقيين من تشكيل كيان وحكومة على اسس الديمقراطية والتعددية يمكنها ان تصبح نموذجا لباقي الشعوب العربية رغم ان هذه الشعوب مع كل الاسف ستبقى قابعة الى الابد تحت حكم الانظمة الديكتاتورية والشمولية بسبب الثقافة العنصرية الجاهلية المستشرية في المجتمعات العربية.
والدليل هو ان بعض الشعوب العربية لا تريد التغيير اصلا وكانت وما زالت تتكيف مع شتى الانظمة القمعية في بلادها والتغيير هذا لا ياتي الا في تغيير النهج الفكري الجاف الذي اصبح جزءا لا يتجزأ من ثقافة تلك الشعوب.
وقد ينطبق قول ذلك الصحفي العربي على بعض البلدان العربية حينما قال ان "الحرية في العالم العربي تنطلق من فوهات مدافع الجيش الاميركي".
وحتى ان عددا من الجماعات الاسلامية التي تدعي الالتزام بالاحكام الاسلامية هي اساسا لا تؤمن بهذه الآية الشريفة "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم".
وعلى اي حال فان الحديث يدور حول البوصلة السياسية لاهل العراق , وكل الامل يحدو الشعوب المحبة للعراق , والتي تعتبر ابناء هذا البلد امتدادا عقائديا وجغرافيا لها ان يتخذ العراقيون الاحداث التي مرت بهم عبرة لهم ويتخلون عن الشعارات القومية الجوفاء.
ودون اي مجاملة او لبس فان بعض الدول العربية في الواقع اعداء العراقيين ويتربصون للقضاء على آخر عراقي يجري في دمه حب آل بيت رسول الله "ص" طالما البوصلة السياسية المعطوبة ترسم لاهل العراق اتجاها خاطئا.
وبعد هذه الاحداث الدامية وبعد مقتل خيرة ابناء الشيعة في العراق على يد الارهابيين لا بد لاهل العراق القيام باصلاح بوصلتهم السياسية واختيار جهة اخرى لا توجد فيها شعارات خاوية ولا حقد دفين تجاه اي طائفة موجودة في ارض الرافدين.
اذن فان نبذ الافكار القومية والابتعاد عن الشعارات الزائفة وترك العنتريات الخاسرة بات حقيقة في الساحة العراقية وعلى كل شرائح المجتمع العراقي ان تفكر فيما حدث خلال العقود الماضية وتحتكم الى نفسها لترى من هو الصديق الحقيقي ومن هو العدو الاول للشعب العراقي؟.
والجواب قد يأتي من ضمير شفاف وعقل مستنير يتم في ضوئهما رسم معالم مستقبل العراق وحكومته القادمة وحينها تنقشع الغيمة السوداء الآتية من غرب العراق لا من شرقها.
وفي تلك الحالة يصبح العراق بلدا حرا آمنا تسود فيه العدالة والديمقراطية والمحبة وحب الجيران على اسس الجغرافيا لا التاريخ شاء من شاء وابى من ابى./انتهى/
بات من الواضح ان البوصلة السياسية لاهل العراق سيما الشيعة منهم لا تظهر الاتجاه الصحيح حيث ضللت الطريق على بعضهم واصبحوا لا يميزون صديقهم من عدوهم.
رمز الخبر 166307
تعليقك